الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الاعلام في خطر

نشر في  30 أفريل 2014  (11:04)

بعد تغيير النظام  وتولّي حكومتي الترويكا  السلطة لاحظت العائلة الإعلامية وخاصّة أصحاب أجهزة الإعلام انّ حكومتي الترويكا تعاملتا مع هذا القطاع وكأنهما تريدان إركاعه.. وكلنا نتذكر الضغوطات الممارسة في الشارع وكذلك من قبل الوزراء وأحزاب الترويكا حتى يسقط الإعلام «القديم» ويبرز اعلام «جديد» يخدم الثورة  (أي الأحزاب الحاكمة)..
ومنذ تعيين السيد حمادي الجبالي على رأس الحكومة طلبت الوزارة الأولى من كل الوزارات ومن الشركات الوطنيّة ان تلغي اشتراكاتها من كل الجرائد وكأنّها تريد تركيع الصحف المستقلة بما أنّ كل الجرائد الحزبية مدعومة من الأحزاب أو الشركات «الصديقة» للسلطة أو التي يمتلكها بعض رجال الأعمال الذين وقع ترويعهم وابتزازهم! ثم وعلى صعيد آخر قررت الوزارة الأولى ـ مشكورة ـ ان تنشر الوزارات اعلاناتها في الجرائد وفق استمارة تذكر فيها كل صحيفة (مهما كان سحبها ومبيعاتها) معلوم النشر وبذلك نشبت حرب بين الجرائد وانبرت كل واحدة  منها تقدم أسعارا منخفضة مقارنة بما تعرضه الصحف الأخرى حتى «تفوز» بالإعلان فانهارت السوق وتقهقرت وسائل الإعلام بما أنّ مداخيل الاشهار بالنسبة لكلّ الصحف في العالم تناهز 60 بالمائة من مداخيلها!
وقبل استقالتي من رئاسة جمعية مديري الصحف التونسية لأسباب عديدة تقابلت مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي لأطلعه على الاختناق الذي تعاني منه الصحف المستقلة، لكنّّه لم يحرّك ساكنا ثم التقى من خلفني بعلي لعريض ولكن حتى  هذا الأخير لم يفعل شيئا، ثم عاد الأمل مع السيد مهدي جمعة الذي ينتظر منه رجال الإعلام التدخّل بسرعة لانقاذ القطاع الذي اصبح في وضعيّة حرجة، باستثناء أجهزة الإعلام التي ساندها المال السياسي والمال القذر...
والجدير بالذكر انّ عددا هامّا من التلفزات والإذاعات وقع تركيعها باستغلال الأزمات المالية التي تمرّ بها وتدخل المال السياسي والقذر،  في حين تواجه الصحف المكتوبة والالكترونية مشاكل مادية عويصة تهدّد مورد رزق 6000 مواطن ومواطنة تعمل في هذا القطاع كما تهدّد التعددية السياسية التي يجسّمها الإعلام المتنوّع!
انّ قطاع  الإعلام ينتظر من السيد مهدي جمعة قرارات حازمة تنظم الاشهار وتحمي تونس من اللوبيات السياسية والمافيوزية التي تمثّل خطرا على الديمقراطية والتعدّدية في بلادنا.

المنصف بن مراد